الخلايا الشمسية
إبداع تكنولوجي جديد في مواجهة الحصار ..
إبداع تكنولوجي جديد في مواجهة الحصار ..
منذ بدء الحصار على قطاع غزة ، والأزمات تتابع على إثره ، ولم يتوقف
الفلسطينيون عن الإبداع في مواجهته وتحدي قسوته ، ولعل أزمة الكهرباء تشكل هاجسا
يؤرق حياة الفلسطينيين في كل المجالات خاصة أنها ترتبط بمعظم الأمور الحياتية ، هذه
المرة كان الإبداع في مواجهتها تكنولوجيا ، فقد لجأ بعض الفلسطينيون الى توليد
الكهرباء بالطاقة الشمسية ، نتعرف على مزيد من التفاصيل في هذا التقرير /
غزة - مصعب شنيورة
فكرة فعالة
المهندس وسام ساق الله قال إن الفكرة تتمحور حول استغلال الطاقة الشمسية
ـ وتخزينها لاستخدامها في توليد الكهرباء
وأضاف ساق الله بأن المشروع يعتمد على
وجود خلايا شمسية تستقبل الأشعة ، ومن ثم ترسلها إلى جهاز يولد منها طاقة كهربائية
وبين ساق الله أن هذه الطاقة يمكن تخزينها من خلال استخدام بطاريات
تخزينية ذات سعات مختلفة ، مضيفا أن هذا يجعل استغلال الكهرباء الموجودة في
البطارية خلال فترة الليل موضحا أن غزة أرض خصبة لمثل هذه المشاريع خاصة أنها من
أهم المناطق المشمسة في العالم
وفيما يتعلق بالعيوب التي تحيط بهذه الفكرة ، أوضح ساق الله أن العمل بهذا
المشروع آمن ولا تحيطه أي مخاطر ، لكن الأمر السلبي الأبرز فيه هو ارتفاع ثمن الخلايا
اللازمة لتشغيله مبيناً أن سعر الخلية الواحدة قد يبلغ 300 $ ، فيما يحتاج المنزل
للاستخدام العادي وجود 4 خلايا على الأقل .
تجارب ناجحة
هذا المشروع رغم حداثته ، والتكلفة الباهظة له ، إلا أن بعض المواطنين
والمؤسسات الرسمية قاموا باستخدامه ، محاولين بذلك تجاوز المشاكل المتعلقة بأزمة
الكهرباء
المواطن يحيى السراج ، أوضح أنه يستخدم الخلايا الشمسية منذ عدة شهور ،
مبدياً ارتياحا واضحا من استخدامها
وأضاف السراج أنه يعاني كغيره من المواطنين من أزمة الكهرباء ـ وقد حاول
التغلب عليها باستخدام المولد الكهربائي ، لكن الأزمة عادت إليه من جديد بعد ظهور
أزمة الوقود ، ما دفعه لاستخدام الطاقة الشمسية .
ورغم استخدام بعض المواطنين لها ، إلا انه لم تنتشر بينهم نظرا لتكلفتها
العالية ، لكن عددا من المؤسسات وبتمويل خارجي ، بدأت فعلا باستخدامها ، حيث قامت مؤسسة الإغاثة الإسلامية بتمويل
مشروع في مدرسة الفخاري جنوب قطاع غزة ،
وقال حاتم شراب المتحدث باسم الإغاثة الإسلامية في فلسطين أن الإغاثة
أنشأت المدرسة قبل عامين ، واختارتها لتطبيق التجربة عليها في العام الحالي
وأضاف شراب، أنهم طرحوا فكرة المشروع على عدد من الممولين ، وقد تم
تنفيذه فعلاً بعد الحصول على موافقات التمويل ، مبيناً أن التكلفة وصلت إلى أكثر
من 130 ألف دولار ، وتنتج ما يقارب من 20 كيلو واط من الكهرباء ، موضحاً أن هذه الكمية
تكفي لتزويد كافة مرافق المدرسة بالكهرباء
استخدامات ناجحة للطاقة الشمسية
سواء من المواطنين أو المؤسسات ، لكنها تبقى مجرد تجارب محدودة نظراً لتكلفتها
العالية ، وصعوبة إدخال بعض المستلزمات من الخارج .
بعض الصعوبات
وقال أبو أحمد الذي يمتلك محلا لبيع هذه الخلايا ، أنه يقوم باستيرادها
من الخارج وخاصة من الصين
وأضاف أبو احمد ، كنا نتمنى أن نقوم بإنتاجها في غزة ، للتغلب على مشكلة
الاستيراد ، لكن إنتاجها محليا يتطلب تكلفة أكثر ، موضحا أن الخلايا التي يتم
استيرادها ذات كفاءة عالية
وبين أبو أحمد أن التجربة لازالت فردية حتى الآن ، مطالبا أن يكون هناك
تبني للمشروع من الحكومة والجهات الرسمية
تجربة تكنولوجية جديدة ، تمثل وجها في مواجهة الحصار ، وتثبت أن الفلسطينيين
قادرين على مواجهة الصعاب بكل المتاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق