ناطقو الحكومة ، المطلوب أكير من التصريحات ..!
أجابت الناطقةُ باسم جكومة حماس في غزة عن سؤالٍ حولَ أداء حكومتها في القطاع ، فتطرقت في إحدى إجاباتها إلى موضوع الحريات ، وذكرت أنَّ الحكومةَ قمعت مظاهرة قبل أيام ، واصفةً هذا التصرفَ بالخاطئ المبنيِّ على التصرفاتِ الفردية .
الحديثُ عن الأخطاء الفردية ليس غريبا ، فهو سمةُ الأجهزة الأمنية والحكومات العربية غالبا ، ولدى حماس سمعنا عنه كثيراً !
لكن ،
ما هذه التظاهرات التي قمعتها الحكومة ؟
وهل خروجُها خطيرٌ للغاية ؟ خاصة أنَّ الناطقةَ بررت المنعَ في ذات المقابَلة بعدم الحصولِ على التصريح المسبق ، وأنَّ الحكومةَ - حسب قولها - كانت ستوافقُ لو طَلبَ مُنظمو هذه التظاهرات تصريحاتٍ بالخروج !
إذن ، فالمنعُ يبدو غيرَ مرتبطٍ بالمضمون الذي تحمله هذه التظاهرات ، خاصةً و نحن نعلمُ أنَّ أكثر تظاهُرتين مُنِعتَا كانت إحداهن ضدّ مخطط برافر - لتهجير أهالي السبع - و الأخرى - إعتصام نسوي - ضدَّ الإنقسام !
إنَّ الصُّراخَ في وجهِ الإنقسامِ حقٌّ شرعيٌّ لكلِّ مُواطن مهما كانت صفتُه ،
تماماً مثلما أعطى المسؤولون أنفسَهم الحقّ في استمرارِ الانقسام ورعاية شؤونهم الخاصة تحت مظلته !
أمّا مخطط برافر فهو ليسَ وليدَ اليوم ،
نحنُ كلَّ يومٍ نعيشُ "برافر" ، في ثقافتِنا ، في عقولِنا ، في واقعنا !
سياسةُ منعِ التعبير عن الرأيِ هذه ، هي أشرسُ برافر يواجهُنا ويهجِّرُ عقولَنا من مساراتِ الفكر ومواطنِ البصيرة !!
بِغضِّ النظر عن التظاهراتِ الممنوعةِ ، ومن هم الممنوعون ، وما المانعُ ،
فإنّ قضايا كهذه كان جديراً بالحكومةِ أن تتبناها رسمياً ، وتعززَّ دورَ المجتمعِ فيها ، وتوجدُ فرصةً مناسبةً وتربةً خصبةً للمشاركةِ فيها !
ما جدوى هذه التظاهراتِ ان كانت من طرفٍ واحدٍ بعيداً عن التشاركِ الرسمي والشعبي !
لِمَ نجعلُ محورَ القضيةِ هوَ الاختلاف ، بينَ الشعبِ والحكومة على مظاهرةٍ يندثرُ عنوانُها في زحمةِ التراشقِ والاتهام !
إنَّ الدورَ المُلقى على عاتِق الحكومةِ وناطقيها أكبرُ من التبريرِ والذَّمِّ أو الإشادة، لا بُدَّ أن يكونَ دورُهم أشدَّ فاعلية ، و أكثرَ ملاءمةً للواقع الخارجي والوضع المحلي من الجهات المعنية بأيٍّ من القضايا !
~ مصعب شنيورة
0 التعليقات:
إرسال تعليق