الاثنين، 25 نوفمبر 2013

تقرير صحفي || أزمة المواصلات - مواطن يشكو ، ومسؤول يأمل ، وكلاهما في إنتظار الفرج ..


أزمة المواصلات ..
مواطن يشكو ، ومسؤول يأمل ، وكلاهما في إنتظار الفرج ..


مع استمرار الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة ، تتلاحق الأزمات واحدة تلو الأخرى ، وكل أزمة تجر خلفها أزمة ،فمن الكهرباء إلى ضجيج المولدات ، ومن نقص الوقود إلى أزمة المواصلات !
فبعد إغلاق الممرات  الحدودية مع مصر ، وخاصة الأنفاق ، ظهرت على السطح بشكل كبير أزمة الوقود التي أفرزت على إثرها عددا من الأازمات في الشارع الفلسطيني ، أبرزها أزمة النقل والمواصلات ،
نستعرض  أثار هذه الأزمة على الغزيين ، في هذا التقرير ..

غزة - مصعب شنيورة



صعوبة في النقل
طالت أزمة المواصلات منذ اشتدادها شرائح عديدة من الغزيين ، إلا أن الطلاب كانوا أكثر المتضررين جراء هذه الأزمة ، وعبر عدد منهم عن معاناته نتيجة  استمرارها .
فقد أبدى الطالب في الجامعة الاسلامية عبد الله محمد استياءه من الإنتظار الطويل لسيارة تقله من مكان سكناه في  المنطقة الوسطى إلى جامعته ، و قال إنه  يضطر للخروج منذ السابعة صباحا قبل ساعة من موعد محاضرته الأولى ، وأضاف أنه كثيرا ما يتأخر عن محاضراته خاصة الصباحية منها  ،
أما الطالب في الكلية الجامعية رائد عبد الكريم ، على الرغم من قرب مكان سكناه على الجامعة  مقارنة بسابقه ، لكنه ليس بعيدا عن ذات المعاناة ،وقال رائد إنه يذهب أحيانا إلى الجامعة سيرا على الأقدام ، لكن هذا الأمر يستلزم منه جهدا ، إضافة إلى صعوبة الطريق خاصة في أوقات اشتداد الحرارة ،
وفي ذات السياق قال محمد أبو منديل الطالب في جامعة الأزهر إنه يقف لعدة ساعات على جانب الطريق حتى يتمكن من الحصول على مقعد في إحدى السيارات .  ويروي أبو منديل وجهاً آخر للمعاناة ، حيث يمنع من دخول بعض المحاضرات بسبب تأخره مبدياً تذمره من هذا الحال .


تذمر السائقين
الأزمة لم تنل من الطلاب وحدهم ، فقد كان للسائقين نصيب منها، فأبو محمد وهو سائق باص ينقل من مفترق الجامعة إلى محافظات الجنوب وبالعكس ، يشكو من الصعوبة البالغة في الحصول على الوقود اللازم لتسيير مركبته ،
وأضاف أبو محمد أنه يلجأ غالبا  إلى استخدام المحروقات الاسرائيلية ، مرتفعة الثمن ، من أجل استمرار عمله ، وتوفير الدخل لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد
وتحدث أبو محمد عن مشاكل يواجهها مع الركاب ، حينما يطلب أجرة مرتفعة ، ليستطيع توفير الوقود الاسرائيلي الأعلى ثمناً .

أما بلال حمدان ، ويعمل سائقا على مركبة عمومية في مدينة غزة ، يشتكي للرواد من الوقوف في محطات الوقود ، مضيفاً أنه في أوقات كثيرة يقف وقتا طويلا دون ان يحصل على نصيبه في التعبئة ، ما يضطره للتوقف عن العمل ، ويضيف حمدان أن استمرار الازمة قد يوجد مضاعفات صعبة على جميع المواطنين سواء السائق او الراكب


محاولات للحل
تذمرات الركاب من الطلاب وغيرهم ، وشكاوى السائقين ، دفعت البعض إلى إيجاد حلول قد تخفف من حدة الأزمة ، حيث قامت منظمة التعاون الإسلامي بتوفير باصات نقل مجانية للطلبة ،
وقال محمد حسنة ممثل الشؤون الإنسانية في المنظمة أنهم وقعوا إتفاقيات مع مانحين من ماليزيا بغرض توفير باصات نقل عمومية لطلاب الجامعات في مختلف محافظات القطاع
وأضاف حسنة أن هذا المشروع يهدف الى التخفيف من أزمة المواصلات والتقليل من معاناة الطلبة لاسيما في ظل تفاقم الأزمة وزيادة سلبياتها على المواطنين


مسؤول يأمل بالحل
هذه الخطوة وإن كانت في نظر البعض غير كافية ، إلا أنها على الأقل تخفف معاناة بعض الطلبة ، لكن آخرين مازالوا يطالبون الجهات المعنية بإيجاد حلول أكثر جدوى ،
ما دفعنا للتوجه إلى وزارة النقل والمواصلات كونها الجهة الحكومية المسؤولة عن هذا الموضوع ،
وتحدثنا إلى خليل الزيان المتحدث باسم الوزارة الذي أكد أن الوزارة تتابع معاناة المواطنين عن قرب ، وتحاول جاهدة تجاوز الأزمة والتعامل معها قدر الإمكان ، مشددأ أن وزارته تضغط على الهئية العامة للبترول لتوفير القدر الأكبر من الوقود وتوزيعه على المرافق  الأكثر حيوية وحاجة في المجتمع الغزي ،
وأضاف الزيان ً " نتمنى أن نستطيع حل الأزمة لكن أعتقد أن المسؤولية لا تقع على الوزارة وحدها ، خاصة أن الأزمة جاءت إثر إغلاق الأنفاق من الجانب المصري " معربا عن أمله في أن تقوم الإدارة المصرية بإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن .

يشكو المواطن ويتذمر السائق ، وتحاول الحكومة إيجاد البديل ، لكن الأزمة تبقى قائمة إلى أن يكتب الله حالاً غير الحال ، ويبقى المواطن مشغولا عن أزمة قائمة بالتفكير في أزمة قادمة !

0 التعليقات:

إرسال تعليق