أبراج الاتصالات ..
بين تخوفات المواطن ، وتطمينات المختصين !
كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث حول محطات الاتصالات التي تنشئها شركة جوال لتقوية إرسالها وتوسيع نطاق التردد المستخدم في نقل البيانات اللاسلكية ، وقد تباين المواطنون بين معارض بشدة لها خاصة بين المناطق السكنية ، وبين مؤيد يوافق في الأساس على إقامتها أعلى سطح بيته ، في هذا التقرير سنناقش أثر هذه المحطات والمدى الحقيقي لتأثيرها :
غزة - مصعب شنيورة
آراء متباينة
في بداية الأمر استعرضنا آراء بعض المواطنين حول هذه القضية ، وقال أبو محمد أحد سكان جنوب القطاع ، أنه وافق لشركة جوال على إقامة إحدى محطات التقوية أعلى منزله ،
وقال أبو محمد " لا اعتقد أن هذه المحطة لها أضرار بالشكل الذي يثيره المواطنون "
مضيفا " لقد استشرت بعض المهندسين قبل الموافقة ولم يبدوا لي أي خطر يستوجب الخوف "
وحول أسباب موافقته قال أبو محمد إن المحطة تخدم قطاع الاتصالات لكل المواطنين ،
وأردف أبو محمد : " بصراحة نحن نتقاضى مبلغا جيدا مقابل إقامة المحطة فوق سطح منزلنا "
أما المواطن سامي الخولي ، قال أنه وجيرانه في خلاف دائم مع احد جيرانهم الذي أقيمت فوق منزله إحدى المحطات ،
وأضاف الخولي أن المحطة تشكل خطرا صحيا كبيرا عليهم ، دون أن يبدي مبررات وجود الخطر وأسباب حدوثه
ما دفعنا لسؤاله عن سبب قناعته بخطورة هذه المحطات فأجابنا " كل الناس يدركون ذلك ويشتكون من هذه المحطات "
مشكلة أصغر من صداها
ويبقى كلام الخولي وسابقه ، نموذجا لتباين الآراء بين معظم المواطنين حول هذه المحطات ، فقررنا البحث عن الأمر لدى الخبراء ، وتوجهنا إلى الدكتور يونس المغير نائب عميد كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية ، بالسؤال عن مدى خطورة المحطات فأجاب أنها لاشك تشكل نوعا من التلوث ، لكنه ليس بالقدر الذي يثيره المواطنون
وأضاف المغير ، " لا أدري سر تضخيم الأمر من قبل المواطنين دون الاستناد إلى رأي علمي مقنع " ، موضحاً أنهم يركزون على خطورة المحطات ، متناسين الخطر الذي يشكله الهاتف الخلوي كجهاز بحد ذاته ، خاصة أنه يوجد على عكس المحطات في كل بيت إضافة إلى أن عدد الأجهزة الخلوية لا يقارن بعدد المحطات
وأكد المغير ، أن من حق المواطنين الحرص على صحتهم ، لكن على الجميع متابعة الأمر بشكل مهني و واضح ، حتى يقطع المجال أمام الشكوك والتكهنات حول خطورة هذه الأبراج .
نظرة إيجابية
إذن فإن مناقشة الموضوع بشكل علمي أمر منطقي وهو ذات المطلب الذي طرحه المهندس عزام أبو حبيب رئيس مجموعة المياه والبيئة بنقابة المهندسين ، وأوضح أبو حبيب أن هناك حرص من المعنيين على حماية البيئة الفلسطينية ، لكن يجب النظر إلى الأمور بإيجابية ومنطقية ، والبحث عن الجانب العلمي للقضية دون تغافل الجوانب الأخرى كالاقتصادية والاجتماعية ،
وتابع أبو حبيب أن التحذير من خطورة المحطات في حال ثبوتها هو مسؤولية الجميع ، مؤكدا أنهم كمختصين ليسوا ببعيدين عن شكاوى المواطنين وتحذيراتهم ،
وبين أبو حبيب أن نقابة المهندسين تعقد ورش عمل دائمة مع شركة جوال حول هذا الموضوع ، وفي كل مرة يتم التوصل إلى نتائج ايجابية في سبيل الوصول إلى توعية كاملة حول حقيقة الأمر ومدى خطورته
متابعة مستمرة
وفي ظل التحذيرات والتطمينات المختلفة من المواطنين أو المختصين ، توجهنا للحديث مع شركة جوال ،
وقال المهندس كمال مطر من شركة جوال ، أنهم يدركون كافة الأقوال المتعلقة بالموضوع سواء بالسلب أو الإيجاب
وشدد مطر أن شركته حريصة على الالتزام بالمعايير الصحية والمهنية ، مضيفاً أنهم يتخذون كافة الإجراءات اللازمة قبل إقامة أي محطة ،
وبين مطر أنهم يقومون بمتابعة دورية لكافة المناطق ، والبحث عن الآثار الناجمة عن المحطات إن وجدت ، متابعا أنهم لم يجدوا حتى الآن خطراً حقيقيا أو شكوى فعلية تتعلق بأضرار المحطات
وحول اتهامات المواطنين للشركة بأنها تغري المواطنين ماليا للموافقة على إقامة المحطات ، قال مطر أن المواطن الغزي على درجة من الوعي تنفي عنه الوقوع في مثل هذه الأمور مؤكدا أن كافة المواطنين يوافقون بمحض إرادتهم
وتابع مطر " من الطبيعي أن يتقاضى المواطن مبلغا مقابل إقامة المحطة على سطح منزله ، طالما أننا نستغل حيزا من المنزل قد يستخدمه هو لأمور أخرى "
وشدد مطر على أن الموضوع يتخلله كثير من الشائعات وأن على المواطنين الحديث من ناحية علمية ، والبحث بشكل مهني وسيجدون أن الأمر مطمئن ولا يشكل خطرا – على الأقل – بالشكل الذي يصورونه
ونظراً للتصريحات السابقة جميعها ، يبدو أن الأمر احتمل أكثر من حجمه ، وأن الشائعات أخطر من الإشعاعات ، وليت المواطنين يحرصون على تبني الأمور من ناحية واقعية قبل الخوض في غمارها !
0 التعليقات:
إرسال تعليق