الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

تقرير صحفي || أبراج الاتصالات .. بين تخوفات المواطن ، وتطمينات المختصين !


أبراج الاتصالات ..
بين تخوفات المواطن ، وتطمينات  المختصين !

كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث  حول محطات  الاتصالات التي تنشئها شركة جوال لتقوية إرسالها وتوسيع نطاق التردد المستخدم في نقل البيانات اللاسلكية ، وقد تباين المواطنون بين معارض بشدة لها خاصة بين المناطق السكنية ، وبين مؤيد يوافق في الأساس على إقامتها أعلى سطح بيته ، في هذا التقرير سنناقش أثر هذه المحطات والمدى الحقيقي لتأثيرها :



غزة - مصعب شنيورة 

آراء متباينة
في بداية الأمر استعرضنا آراء بعض المواطنين حول هذه القضية ، وقال أبو محمد أحد سكان  جنوب القطاع ، أنه وافق لشركة جوال على إقامة إحدى محطات التقوية أعلى منزله ،
وقال أبو محمد " لا اعتقد أن هذه المحطة لها أضرار بالشكل الذي يثيره المواطنون "
مضيفا " لقد استشرت بعض المهندسين قبل الموافقة ولم يبدوا لي أي خطر يستوجب الخوف "
وحول أسباب موافقته قال أبو محمد إن المحطة تخدم قطاع الاتصالات لكل المواطنين ،
 وأردف أبو محمد : " بصراحة نحن نتقاضى مبلغا جيدا مقابل إقامة المحطة فوق سطح منزلنا "

أما المواطن سامي الخولي ، قال أنه وجيرانه في خلاف دائم مع احد جيرانهم الذي أقيمت فوق منزله إحدى المحطات ،
وأضاف  الخولي أن المحطة تشكل خطرا صحيا كبيرا عليهم ، دون أن يبدي مبررات وجود الخطر وأسباب حدوثه
ما دفعنا لسؤاله عن سبب قناعته بخطورة هذه المحطات فأجابنا " كل الناس يدركون ذلك ويشتكون من هذه المحطات "

مشكلة أصغر  من صداها
ويبقى كلام الخولي وسابقه ، نموذجا لتباين الآراء بين معظم المواطنين حول هذه المحطات ، فقررنا البحث عن الأمر لدى الخبراء ، وتوجهنا إلى الدكتور يونس المغير نائب عميد كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية ، بالسؤال عن مدى خطورة المحطات فأجاب أنها لاشك تشكل نوعا من التلوث ، لكنه ليس بالقدر الذي يثيره المواطنون

وأضاف المغير ،  " لا أدري سر تضخيم الأمر  من قبل المواطنين دون الاستناد إلى رأي علمي مقنع " ، موضحاً أنهم يركزون على خطورة المحطات ، متناسين الخطر الذي يشكله الهاتف الخلوي كجهاز بحد ذاته ، خاصة أنه يوجد على عكس المحطات في كل بيت إضافة إلى أن عدد الأجهزة الخلوية لا يقارن بعدد المحطات

وأكد المغير ، أن من حق المواطنين الحرص على صحتهم ، لكن على الجميع متابعة الأمر بشكل مهني و واضح ، حتى يقطع المجال أمام الشكوك والتكهنات حول خطورة هذه الأبراج .

نظرة إيجابية
إذن فإن مناقشة الموضوع بشكل علمي أمر منطقي وهو ذات المطلب الذي طرحه  المهندس عزام أبو حبيب رئيس مجموعة المياه والبيئة بنقابة المهندسين ،  وأوضح أبو حبيب أن هناك حرص من المعنيين على حماية البيئة الفلسطينية ،  لكن يجب النظر إلى الأمور بإيجابية ومنطقية ، والبحث عن الجانب العلمي للقضية دون تغافل الجوانب الأخرى كالاقتصادية والاجتماعية ،
وتابع أبو حبيب أن التحذير من خطورة المحطات في حال ثبوتها هو مسؤولية الجميع ، مؤكدا أنهم كمختصين ليسوا ببعيدين عن شكاوى المواطنين وتحذيراتهم ،
وبين أبو حبيب أن نقابة المهندسين تعقد ورش عمل دائمة مع شركة جوال حول هذا الموضوع ، وفي كل مرة يتم التوصل إلى نتائج ايجابية في سبيل الوصول إلى توعية كاملة حول حقيقة الأمر ومدى خطورته

متابعة مستمرة
وفي ظل التحذيرات والتطمينات المختلفة  من المواطنين أو المختصين ، توجهنا  للحديث مع شركة جوال ،
وقال المهندس كمال مطر من شركة جوال ، أنهم يدركون كافة الأقوال المتعلقة بالموضوع سواء بالسلب أو الإيجاب
وشدد مطر أن شركته حريصة على الالتزام بالمعايير الصحية والمهنية ، مضيفاً أنهم يتخذون كافة الإجراءات اللازمة قبل إقامة أي محطة ،
وبين مطر أنهم يقومون بمتابعة دورية لكافة المناطق ، والبحث عن الآثار الناجمة عن المحطات إن وجدت ، متابعا أنهم لم يجدوا حتى الآن خطراً حقيقيا أو شكوى فعلية تتعلق بأضرار المحطات
وحول اتهامات المواطنين للشركة بأنها تغري المواطنين ماليا للموافقة على إقامة المحطات ، قال مطر أن المواطن الغزي على درجة من الوعي تنفي عنه الوقوع في مثل هذه الأمور مؤكدا أن كافة المواطنين يوافقون بمحض إرادتهم
وتابع مطر " من الطبيعي أن يتقاضى المواطن مبلغا مقابل إقامة المحطة على سطح منزله ، طالما أننا نستغل حيزا من المنزل  قد يستخدمه هو لأمور أخرى "
وشدد مطر على أن الموضوع يتخلله كثير من الشائعات وأن على المواطنين الحديث من ناحية علمية ، والبحث بشكل مهني وسيجدون أن الأمر مطمئن ولا يشكل خطرا – على الأقل – بالشكل الذي يصورونه

ونظراً للتصريحات السابقة جميعها ، يبدو أن الأمر احتمل أكثر من حجمه ، وأن الشائعات أخطر من الإشعاعات ، وليت المواطنين يحرصون على تبني الأمور من ناحية واقعية قبل الخوض في غمارها !


0 التعليقات:

إرسال تعليق